بقلم : أحمد إبراهيم
تحتفل القوات المسلحة هذا العام بمرور 51 عامًا علي انتصار أكتوبر العظيم عام 1973، وهو ذكري إنتصار تضافرت فيه جهود الشعب المصري والجيش في مواجهة العدو الإسرائيلي، حيث إنتصرت مصر في حرب تُدرّس عالميًا باعتبارها إنتصارًا للعسكرية المصرية. في هذه المناسبة، ينشر “عرب نيوز” لوحة للقوات المسلحة للاحتفال بمرور 51 عامًا على تلك الذكري العظيمة. حرب أكتوبر تعود درسًا في البسالة أعطاه المصريون للعالم.
المقال يحتوي على معلومات وحقائق وكل ما يخص هذه الحرب العظيمة (حرب العاشر من رمضان)، وأسباب الحرب وكيف كان الاستعداد لها والنتائج المترتبة عليها، وكيف اجتاز المصريون خط بارليف تابعوا التفاصيل.
حرب أكتوبر تُعرف أيضًا بحرب العاشر من رمضان، وهي الحرب الرابعة التي واجه فيها العرب العدوان الإسرائيلي، وتعد نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. في حرب أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا من جهة حربًا على إسرائيل، ومن جهة أخرى تلقت دعمًا عربيًا اقتصاديًا، سياسيًا، وعسكريًا.
متى كانت حرب أكتوبر؟
بدأت حرب أكتوبر يوم السبت 6 اكتوبر 1973، الموافق 10 رمضان 1393 هـ، واستمرت الحرب من 6 حتى 25 أكتوبر 1973.
أسباب حرب أكتوبر:
كانت حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان نتيجة لحرب 1967 المعروفة بحرب الأيام الستة، وهي الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة التي كانت بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها.
قررت مصر وسوريا التخطيط والتجهيز لاسترجاع حقوقهما وأراضيهما المحتلة بالقوة.
التعنت الإسرائيلي في حل الأزمة ورفض إعادة الأراضي المغتصبة بالطرق السلمية.
رفض إسرائيل لمبادرة “روجرز” في عام 1970.
أدت حرب 1967 إلى إلحاق خسائر مادية وعسكرية جسيمة للعرب، بينما احتلت إسرائيل مساحات واسعة في الأراضي العربية، منها قناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية، واستغلت حقول النفط المصرية في سيناء.
تمكنت إسرائيل من بناء خط بارليف المحصن على امتداد قناة السويس وخط آلوان على امتداد هضبة الجولان.
التخطيط لحرب أكتوبر:
استوجب اللجوء لخيار القوة لتعويض الخسائر التي أصابت الجيوش العربية في حرب 1967، والعمل على إعادة التسليح.
اتبعت مصر وسوريا خطة لإنهاك الجيش الإسرائيلي من خلال هجمات استنزاف امتدت ست سنوات.
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد مصر حتى وفاته في 1970، ليخلفه الرئيس محمد أنور السادات، صاحب قرار حرب أكتوبر.
قرر السادات استعادة الأراضي المحتلة بالقوة، معتمدًا على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط وخداع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وحددت مصر وسوريا يوم عيد الغفران اليهودي لشن الهجوم المفاجئ.
معلومات عن خط بارليف:
سمي خط بارليف نسبةً إلى حاييم بارليف، القائد العسكري الإسرائيلي. روجت إسرائيل للخط بوصفه الحصن المنيع الذي لا يمكن تحطيمه إلا باستخدام قنبلة نووية. كان السد الترابي يمتد على الضفة الشرقية لقناة السويس، ويميل بين 45 و65 درجة، بهدف منع عبور المركبات البرمائية. حطم اللواء المصري باقي زكي يوسف هذا الحصن باستخدام ضغط المياه من خراطيم قوية، فيما عرف بتحطيم خط بارليف أو الثغرة، والتي وصفتها وكالة “اليونايتد برس” بأنها أسوأ نكسة عسكرية لإسرائيل.
الهجوم السوري: بدأت القوات السورية هجومها على الجولان في نفس توقيت الهجوم المصري، حيث اندفعت القوات البرية السورية مدعومة بالدبابات والطيران، ونجحت في تحرير مدينة القنيطرة وجبل الشيخ.
الهجوم المصري: في الساعة 2:00 بعد الظهر، نفذت 220 طائرة حربية مصرية الضربة الجوية الأولى، حيث استهدفت المطارات، مراكز القيادة، محطات الرادار، والبطاريات الدفاعية الإسرائيلية. بعدها بدأت المدفعية المصرية في قصف التحصينات لتأمين عبور الجنود. بحلول الليل، كان عدد الجنود المصريين الذين عبروا القناة قد وصل إلى 60 ألف جندي.
مشاركة دول أخرى في الحرب: شاركت القوتان العظميان بشكل غير مباشر. ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل بإمدادها بالأسلحة، بينما ساعد الاتحاد السوفيتي مصر وسوريا بالإمدادات العسكرية.
**بجانب مساعدات الدول العربية الشقيقة ومساهمتها في هذه الحرب مثل مساعدة القوات المغربية للجيش السوري في الجولان. بدأت الجزائر والعراق في تقديم المساعدات خلال حرب أكتوبر بدفع أعداد كبيرة من المقاتلين. وكان للقوات السعودية والأردنية جهود عظيمة في القتال على الجبهة السورية. أرسلت العراق أسرابًا من الطائرات الحربية (هوكر هنتر) إلى مصر في أواخر مارس 1973 قبل الحرب. كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بقطع النفط عن إسرائيل والدول التي تناصرها كعامل ضغط. قدمت ليبيا مليار دولار كمساعدة لشراء أسلحة خلال الحرب. وكانت السودان من أوائل الدول العربية التي أعلنت عن مساندتها لمصر، حيث أعلنت “ثلاثية (لا)” التي تعني لا للصلح، لا للاعتراف، ولا للتفاوض. كما أرسلت فرقة مشاة للجبهة المصرية. أرسلت الكويت عددًا من الطائرات الحربية إلى مصر من طراز (هوكر هنتر)، بالإضافة إلى طائرتين من طراز (سي هيركوليز) للذخيرة. كما أرسلت تونس فرق مشاة إلى مصر وطائرات من طراز (هوكر هنتز). وساهمت اليمن بإغلاق مضيق باب المندب على إسرائيل.
كيف كانت نهاية الحرب؟
في يوم 24 أكتوبر، صدر قرار بوقف إطلاق النار وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 339. كما أصدر مجلس الأمن القرار رقم 340 الذي قضى بإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار. إلا أن القوات الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام 25 و26 و27 أكتوبر، ولم يتوقف القتال فعليًا حتى يوم 28 أكتوبر. تقرر حينها عقد مباحثات “الكيلو 101” بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وانتهت الحرب الرسمية بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974. وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية عن خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية. ومن بداية الحرب حتى انتهائها، قدمت القوات المسلحة المصرية أعظم صور البسالة والإقدام في معارك متتالية ضد إسرائيل، بدأت بعبور القناة وهدم أسطورة خط بارليف الكاذبة، مرورًا بمعارك ضارية في منطقة شرق القناة وفي مدينتي السويس والإسماعيلية. توالت المفاوضات بين الطرفين التي باءت بالفشل، حتى جاءت معاهدة السلام عام 1979 وعودة الأراضي المصرية، باستثناء منطقة طابا التي عادت بالكامل إلى السيادة المصرية عام 1989.
نتائج حرب أكتوبر
استرداد السيادة الكاملة لمصر على قناة السويس.
استرداد قسم من مرتفعات الجولان، بما في ذلك مدينة القنيطرة، وعودتها إلى السيادة السورية.
استرداد جميع الأراضي المحتلة في شبه جزيرة سيناء.
تحطيم أسطورة “الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”، حيث ظهر خطأ هذه المقولة في مدة زمنية قصيرة بلغت ست ساعات فقط، وهي المدة التي استغرقها الجيش المصري لعبور قناة السويس وهدم خط بارليف.
عودة العلاقات إلى طبيعتها بين مصر والعالم في يونيو 1975.
كان لحرب أكتوبر أثر بالغ على مستقبل مصر وسوريا من جميع النواحي.
أثرت الحرب بشكل كبير على استقرار المنطقة العربية ومستقبل الدول العربية.
كان لحرب أكتوبر تأثير واضح على العلاقات بين الدول العربية والقوى العالمية الكبرى.